[
حياته كانت مليئة بالغموض والغرابة والاثارة، ورحيله كان مفاجئا وشكل صدمة للجميع، هذا ما يمكن قوله عن ملك البوب مايكل جاكسون.
منذ ان ظهر لأول مرة عبر فرقة «جاكسون فايف» مع أشقائه، شكل مايكل جاكسون ظاهرة فنية عالمية، تصرفات مثيرة وغريبة، اتهامات بالجملة، حفلات صاخبة، حياة مليئة بالغموض.. وأخيرا رحل هذا الفنان الذي شغل العالم لسنوات طويلة.. وربما سنكتشف بعد رحيله الكثير من الأسرار.
لوس انجلوس- أ. ف. ب -توفي مايكل جاكسون الخميس عن 50 عاما في احد مستشفيات لوس انجلوس، بعيد نقله اليه في حالة طارئة اثر اصابته بازمة قلبية، في نبأ نزل نزول الصاعقة على عالم الموسيقى، واثار صدمة في الكرة الارضية جمعاء، صدمة على مستوى شعبية «ملك البوب».
واكد الليفتنانت فرد كورال، المتحدث باسم معهد الطب الشرعي في مقاطعة لوس انجلوس، ان «جاكسون كان غائبا عن الوعي لدى وصوله إلى المستشفى، وتأكدت وفاته}.
أزمة قلبية
وذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز وموقع تي. ام. زد. كوم المتخصص باخبار المشاهير، الذي كان اول من اعلن النبأ، ان جاكسون تعرض لازمة قلبية في منزله في هولمبي هيلز، احد الاحياء الفخمة في شمال غرب لوس انجلوس، حيث كان يستأجر قصرا منذ مطلع العام.
ونقل «ملك البوب» في سيارة اسعاف الى مستشفى رونالد ريغان التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس، والواقع على بعد بضعة كيلومترات عن المنزل.
وامتنع كورال عن تقديم اي ايضاح عن اسباب الوفاة، قائلا ان تشريحا سيجرى، اعتبارا من الجمعة (أمس) على الارجح، لتحديدها.
ونقلت جثة المغني العالمي ملفوفة بشرشف ابيض الى مشرحة لوس انجلوس، ونقلت قنوات التلفزة المحلية مباشرة على الهواء، وعبر كاميرات من على متن طوافات، عملية نقل الجثة.
وفي المستشفى ظهر لبرهة جيرمين جاكسون، احد اشقاء الراحل، وتلا امام الصحافيين بيانا مكتوبا، اعلن فيه ان الاطباء حاولوا على مدى اكثر من ساعة انعاش شقيقه، لكن من دون جدوى.
واكد جيرمين، الذي بدت امارات التجهم واضحة عليه، ان شقيقه توفي جراء «نوبة قلبية».
وعلى الاثر توالت ردود الفعل من العالم اجمع على النبأ الصاعقة. فمن المنتج التاريخي لجاكسون كوينسي جونز الذي اعلن انه «مصدوم تماما» الى مادونا التي «لم تعد قادرة على الكف عن البكاء» الى سائر نجوم عالم الاستعراض، الذين ووفق حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزينيغر يرثون «احدى الشخصيات الاكثر نفوذا والاكثر رمزية في صناعة الموسيقى».
وخارج المستشفى تجمع طيلة فترة بعد الظهر المئات من الصحافيين وعشاق الراحل. والامر عينه جرى في الطرف الآخر من البلاد، امام قاعة الحفلات الموسيقية الاسطورية «ابولو» في هارلم بنيويورك، حيث راح بعض الفضوليين يرقص على انغام اغنيات الراحل.
عزلة
ويأتي رحيل جاكسون في الوقت الذي كان فيه «ملك البوب» يأمل بعودة كبيرة الى المسرح هذا الصيف في لندن مع سلسلة من الحفلات الموسيقية. ومنذ مغادرته كاليفورنيا في 2005 اثر دعوى قضائية بتهمة التحرش جنسيا بفتى، عاش جاكسون في شبه عزلة عن العالم، وقضى القسم الاكبر من وقته في البحرين ولاس فيغاس خصوصا.
وكان منظمو حفلات جاكسون اعلنوا نهاية مايو ارجاء سلسلة الحفلات المقررة بضعة ايام في يوليو، مؤكدين في الوقت عينه ان الامر «لا علاقة له» بصحة النجم، بعدما كانت شائعات وتكهنات عدة سرت عن وضعه الصحي.
وكتبت الشهرة لجاكسون، ولما لم يزل في العاشرة، بفضل صوته القوي والفريد من نوعه، وبراعته غير الاعتيادية في الرقص، وكان يومها عضوا في فريق «جاكسون فايف» حيث كان يغني مع افراد اسرته الاربعة الباقين، ليصعد بعدها سلم النجاح العالمي رويدا رويدا، ويبلغ النجومية المطلقة مع البومات من مثل «اوف ذي وال» والذروة مع «ثريللر» في 1982.
سلوك غريب
ولكن منذ الثمانينات، بدأت تشوب نجومية جاكسون ظواهر جسدية وسلوكية غريبة، والى جانب كونه ظاهرة موسيقية اصبح المغني العالمي ظاهرة بحد عينه.
وفي 1993 تحطمت صورته كنجم وديع يعيش في عزلة عن الخارج في مزرعة يملكها في كاليفورنيا اطلق عليها اسم نفرلاند تيمنا بالشخصية الاسطورية بيتر بان. والسبب في ذلك دعوى قضائية تتهمه بالتحرش جنسيا بفتى في الثالثة عشرة. وحلت تلك القضية حبيا مقابل دفعه 23,3 مليون دولار.
ومذاك، ادى نمط حياته الغريب وتوقف نشاطه الفني الى تبخر ثروته، ما اضطره في 2006 الى اعادة هيكلة ديونه التي بلغت في حينه نحو 170 مليون دولار، وفق الصحافة الاميركية.
مدير أعماله السابق يتهم الأطباء بأنهم مجرمون
وصف مدير اعمال مايكل جاكسون السابق وصديقه طارق بن عمار اطباء المغني الراحل بانهم «مشعوذون» و«مجرمون» استغلوا معاناة النجم العالمي من «الوسواس» وتناوله كثيرا من العقاقير، وقال «من الواضح ان المجرمين في هذه القضية هم الاطباء الذين عالجوه طوال حياته المهنية، وشوهوا وجهه واعطوه المسكنات».
واضاف المنتج الذي كان مدير اعمال جاكسون في جولة عالمية في اواخر التسعينات ان جاكسون «كان يتعذر عليه النوم، فتناول الاقراص المنومة. وكان يعاني من الوسواس، ولم نكن نعرف انه كان مريضا، لانه احيط باطباء مشعوذين اعتاشوا على حالته، وكلفوه الاف الدولارات مقابل ادوية وفيتامينات، (...)».
واضاف ان جاكسون توفي «بازمة قلبية لانه كان يتناول مختلف انواع الادوية»، مؤكدا انه لم يره اطلاقا «يتعاطى المخدرات».
وختم بالقول ان جاكسون كان «سيئ التغذية، لم تكن حياته صحية كثيرا، ولم يستطع ممارسة الرياضة. كل هذا كان ليؤول باي انسان الى المصير نفسه».
أغانيه الأكثر مبيعا بعد ساعات من وفاته
تصدرت أغاني «ملك البوب» مايكل جاكسون قوائم أكثر الأغنيات مبيعا، وذلك بعد ساعات من وفاته.
وتصدرت أغنيات جاكسون وفريق «جاكسون فايف» الذي ضم أشقاء جاكسون، المراكز الـ15 الأولى في قائمة أكثر المنتجات الموسيقية مبيعا على قائمة موقع «امازون.كوم» الأميركي المتخصص في بيع المواد الترفيهية على شبكة الانترنت والذي يحدث قوائمه على الانترنت كل ساعة.
وسجل الموقع اقبالا شديدا على ألبوم «ثريلر» الشهير.
نهاية الاسطوره
عشاقه يتجمهرون حول منزله
في إحدى حفلاته
مادونا وبريتني وجاستن حزينون
لوس أنجلوس - د ب أ -أعرب نجوم موسيقى البوب الأكثر شهرة في العالم عن صدمتهم من الوفاة المفاجئة لـ «ملك البوب» الشهير مايكل جاكسون. وأدلى عديد من نجوم البوب أمثال مادونا وبريتني سبيرز وجاستن تمبرليك بتصريحات تكشف عن صدمتهم الشديدة من النبأ.
وقالت بريتني سبيرز (27 عاما): «كنت أنتظر حفله في لندن.. كان من المفترض أن نكون في جولات غنائية في أوروبا في التوقيت نفسه، وكنت أرغب في السفر حتى أتمكن من رؤيته. لقد كان يمثل الإلهام بالنسبة لي طوال حياتي، وأشعر بالأسى الشديد، لأنه لم يعد موجودا معنا».
وكتب جاستن تمبرليك (28 عاما) في موقعه الالكتروني: «لا يمكنني أن أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن حزني العميق لوفاة مايكل. لقد فقدنا شخصية عبقرية وسفيرا حقيقيا ليس لموسيقى البوب فقط، بل لكل أنواع الموسيقى».
وأضاف تمبرليك: «كان جاكسون مصدر الهام لعديد من الأجيال وسأقدر دوما اللحظات التي قضيتها معه على المسرح، وكل الأشياء التي تعلمتها عن الموسيقى من خلاله».
من جهتها، قالت مادونا (50 عاما): «لا يمكنني التوقف عن البكاء منذ سماع هذا الخبر المحزن. كنت دائما معجبة بمايكل جاكسون. لقد فقد العالم إحدى أعظم الشخصيات، ولكن موسيقاه ستظل باقية».
أما الموسيقار الأميركي الأسمر كوينسي جونز فقال: «أشعر بصدمة بالغة من هذا النبأ المحزن وغير المتوقع.. لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن فقدان مايكل بهذا الشكل المفاجئ وفي هذا العمر المبكر»
...
الأبناء في رعاية جدتهم
جاكسون سعيد بولادة طفله الثالث ..
لوس أنجلوس- د ب أ-أعلن بريان أوكسمان محامي «ملك البوب» الراحل مايكل جاكسون أن أبناء المغني الشهير الثلاثة سيعيشون في الوقت الحالي مع جدتهم، وقال: «السيدة كاثرين جاكسون تحب الأطفال وستتولى الآن مهمة رعايتهم».
ولجاكسون ثلاثة أبناء وهم برنس مايكل الأول (12 عاما) وباريس (11 عاما) وبرنس مايكل الثاني (سبعة أعوام). وأنجب أسطورة الغناء الشهير برنس مايكل الأول وباريس من زوجته السابقة الممرضة ديبي رو.
ووفقا لمجلة بيبول فإن والدة جاكسون، كاثرين وشقيقيه راندي وجيرمين وشقيقتيه جانيت ولاتويا أسرعوا جميعا إلى مركز «يو سي إل إيه» الطبي الذي نقل إليه المغني بعد تعرضه لأزمة قلبية.
وعن الأجواء في وحدة الطوارئ بالمركز، قال أوكسمان: «سادت حالة من الفوضى في البداية بعدها سكن هدوء تام». وأضاف: «يشعر الجميع بالحزن البالغ».
وتجمع عشاق جاكسون الليلة الماضية أمام منزل والدته القريب من لوس أنجلوس. أما جوزيف جاكسون، والد المغني الشهير فقد كان في منزله في لاس فيغاس وقت حدوث الوفاة.
***
نقلا عن جريدة القبس ....